Enjil Al Yawm-Tafsir- 12/09/10

يبرز من خلال هذا الإنجيل ضلال وغيرة علماء التوراة من المسيح، إذ كانوا يحاولون أن يوقعوا به في كل مرّة، يبرز ضلالهم هنا إذ يسأله : “يا مُعَلِّم، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الـحَياةَ الأَبَدِيَّة؟”. إذ كان هذا العالم لا يدري هذا الجواب، فما فائدة عِلمه؟ ويؤكد لنا المسيح هذا، لأنّ جوابه من التوراة : “مَاذَا كُتِبَ في التَّوْرَاة؟ كَيْفَ تَقْرَأ؟”.
ثانياً: يعطيه المسيح مثل السامريّ الصالح، ومعناه أن القرابة ليست فقط بالدمّ، وليس فقط بالأمّة اليهوديّة واصحاب التقوى، بل تتعداها إلى كلّ العالم، إذ اصبح لنا أب واحد.
“كانَ رَجُلٌ نَازِلاً مِنْ أُورَشَلِيمَ إِلى أَرِيـحَا”: الإنسان النازل يمثِّل آدم، وأورشليم(ألتي تعني مدينة السلام) تمثِّل الفردوس، وأريحا هي العالم، واللصوص هم القوَّة العدوانيَّة، الكاهن هو الناموس، واللاوي هو الأنبياء، والسامري هو المسيح، الجراحات هي العصيان ورذائل الخطيَّة ، والدابة هي جسد المسيح، والفندق المفتوح لكل من يريد الدخول فيه هو الكنيسة ، ووعد السامري بالعودة هو تصوُّر لمجيء المسيح الثاني. ونرى أيضاً أن الناموس والنبؤات لم تشفي جروح الإنسان، ولم تمنحه الحياة الأبديّة، لأن الشعب اليهوديّ ظلّ مؤيداً بحرفية الناموس، ولم يعرفوا المحبة والتضحية التي هي المسيح. وهو السامريّ: الذي معناه “حارس”. فإنه يعرف أنه حارسنا، إذ “حارس إسرائيل لا ينعس ولا ينام ” (مز 121/ 4)، “وإن لم يحرس الرب المدينة فباطلاً يتعب الحراس” (مز 127/ 1). وهو الراعي الصالح الذي يبحث عن تلك الخراف الضالة (راجع لوقا 15)، وقال ايضاً : ” إني أريد رحمة لا ذبيحة، لأني لم آت لأدعو أبرارًا بل خطأة إلى التوبة” (مت 9/ 13)، كي يجدوا الراحة عنده : “تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (مت 11/ 28)، “فإنكم أنتم هيكل الله كما قال الله أنِّي سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا” (2 كو 6/ 16).
إذاً، كما رأينا أنّ الفندق هي الكنيسة، اي هي نحن، فهل يجد من كان مجروحاً وضائعاً والذي تعب من كثرة البحث والسفر عن الحقيقة، راحةً عندنا؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.