Story of The Day- 23/08/09

سيرة حياة القديس يوسف النجار

فيوسف اذ كان بارًّا، لم يشأ أن يُشهّرها، وأراد تخليتها سرًّا – لو 1 : 41 “. قيل فى انجيل متّى “ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذّي يُدعى المسيح – مت 1 : 16″. ولم يقل الكتاب أن يوسف وَلد يسوع لأنّ العذراء لم تتزوج منه لا قبل التجسّد ولا بعده ولا هو وَلَدَ يسوع. وهو أيضًا يوسف ابن هالى، وهالى هو اخو يعقوب، مات دون أن ينجب، فتزوّج يعقوب امرأة هالى وأنجب منها كما هو المُتّبَع فى شريعة العَهد القديم ونُسِبَ النسل الى هالى …كان يوسُف يعمل نجّارًا فى الناصرة، ولما بلغت السّيدة العذراء الثانية عشر من عمرها كان لزاما أن تتزوج، حيث لا يُسمح للعذارى بالبقاء فى الهيكل بعد هذه السّنّ، فأجتمع شيوخ وشبان لكى تُخطب العذراء لواحد منهم، فيأخذها لبيته …وحدث أن وقفت حمامةً على عصا يوسف، فأقرّ الجميع بأنّ هذه اشارة الى أنّه هو الذّي يخطبها، فأخذها معه الى النّاصرة، وهناك بشّرها الملاك غبريال بحبلها وميلاد المخلص منها، وكانت فى عمر 15 سنة، وكان يوسف رجلًا بارًّا، سار بالتقوى والقدوة الحسنة، فلما علم بحبل العذراء، وهو لا يعلم بمن حبلت، ولا كيف، لم يشأ أن يجرحها ويُشَهِّرَ بها، بل أراد تخليتها سرًّا. وفيما هو يفكر فى ذلك ظهر له ملاك الرّبّ فى رؤيا، وأنبأه بخطأ فكره، قائلًا ” يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأنّ الذى حُبِلَ به فيها هو من الرّوح القدس، فستَلِد ابنًا وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم “. ففعل يوسف ما أمره به ملاك الرب فى طاعةٍ عجيبة، ورجاءٍ حيّ ، وبعد ذلك أطاع أيضًا أمر ملاك الرّبّ بالهروب بالطّفل وأمّه الى ارض مصر. ورغم أن الانجيل لم يسجل كلمةً واحدة قالها يوسف، لكن تحقّقت ثلاث نبوءات كتابية، كان ليوسف دور في اتمامها وهي :-1- ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل. 2- مبارك شعبى مصر. 3- من مصر دعوت ابني …سمعان الشيخ” النبى الذى عمره 300 سنة … وهذا الرجل كان بارًّا تقيًّا – لو 2 : 25 ” …عندما أمر بطليموس بترجمة العهد القديم من العبريّة الى اليونانيّة، جمع سبعين عالمًا من اليهود متبحرين فى اللغتين اليونانية والعبرية، منهم سمعان، وقسّمهم اثنين اثنين ليقوموا بهذا العمل، فأنتجوا ما اصطلح على تسميته بالترجمة السبعينية، وكان من نصيب سمعان أن يترجم سفر أشعياء، فوقف عند الاية القائلة ” ولكن يعطيكم السّيّد نفسه ايه، ها العذراء تحبل وتلد ابنًا، وتدعو اسمه عمانوئيل – أش 7 : 14 “. فأراد ان يغيّر لفظ “العذراء” خوفًا من عدم اقتناع الامبراطور بهذا اللفظ، فأراد ان يجعل بدلًا منه لفظ “فتاة او امرأة”. فأوحى اليه الروح القدس أنّه لا يرى الموت قبل أن يعاين ذلك بنفسه… وعاش سمعان حتى بلغ 300 عام عندما ولد المسيح، فأوحى اليه أن يصعد الى الهيكل، حيث يرى بعينيه المعجزة، فاذا بالسّيدة العذراء تدخل وعلى يديها الطفل يسوع، فنطق بتسبحته الجميلة التي يمكن تقسيمها الى النقاط التالية : -1- طلب الانطلاق من عالم الأتعاب”الآن تطلق عبدك بسلام”. 2- بشارة الخلاص ” لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك “. 3- البشارة بايمان الأمم واسرائيل ” نور اعلان للأمم ومجدًا لشعبك اسرائيل “. 4- علامة الخلاص أي الصليب ” ولعلامة تقاوم “. 5- معاناة العذراء بسبب صلب ابنها ” وانت ايضا يجوز فى نفسك سيف ” …وبعد هذه التسبحة عاد الى بيته وتنيح بسلام

تكرّم الكنيسة يوسف كقديس عظيم كالرسل أنفسهم، تعيّد الكنيسة الرومانية اللاتينيّة – الكنيسة الغربية – للقديس يوسف في 19 آذار من كل سنة، بينما تحتفل الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية الشرقية (كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك) بتذكار القديس يوسف الصّدّيق خطّيب السيدة العذراء في الأحد الذي يلي عيد الميلاد، و ترى فيه شفيع الكنيسة الجامعة الرسولية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.