Story of The Day- 22/11/09

ذهب أحد الخدام الأتقياء إلى الكنيسة ليلًا لحضور قداس العيد، وعند دخوله الكنيسة وجد إنسانًا فقيرًا متواضع الحال، بسيط المظهر، ووجد الخدام يحاولون منعه من الجلوس في المتكآت الأولى لأنها مخصصة لكبار الدولة و كبار الزوار الذين يحضرون لتهنئة الكنيسة في الأعياد. ولمّا فشلوا في إقناعه، تدخّل هذا الخادم التَقيّ و نجح في إقناعه و اصطحبه إلي آخر المتكآت وجلسا سويًّا وصلّيا القداس. ثم بعد القداس، استأذن هذا الإنسان الفقير من الخادم التقيّ وتظاهر بالانصراف. ولكن الخادم التقيّ أشفق عليه ورقّت له أحشاؤه، ففكر أن يأخذ بركة بسببه، فعرض عليه بإلحاح أن يفطرا العيد سويًّا وتمسّك به بشدة. وقال في داخله : “ما الفائدة أن أفطر العيد بمفردي أو مع الأهل و الأصدقاء؟ البركة والسعادة و الشّبع الحقيقي أن أُشبِعَ الجياع. و تذكّر قول المسيح له المجد: “جـــعــــــت فــــأطـــعمتمــــونـــــي ” (مت 25 :35 ) و اصطحب الخادم التقيّ هذا الإنسان الفقير في فرحٍ و سعادة إلى منزله، ولكن سرعان ما وجدت هذه السعادة الروحية ما يحاول إطفاؤها، إذ اعترض أهل هذا الخادم على تصرّفه بشدة! واتهموه بعدم الحكمة إذ كان يكفي أن يعطيه صدقة و يتركه يمضي، وليس من الضروري دخول إنسان لا يعرفونه إلي منزلهم، و بعد إصرار ومباحثات تمكّن هذا الخادم أن يستضيف ضيفه الفقير في المنزل. وبما أنّ هذا الخادم غير متزوج لذلك فضل أن لا يترك ضيفه الفقير يفطر بمفرده

فقام بإعداد مائدة صغيرة تسعهما هما الاثنان معًا. ثم جلسا معًا لتناول إفطار العيد سويًّا. ويقول هذا الخادم التقيّ (الذي ترهب بأحد الأديرة عقب هذه الحادثة مباشرة) معلّقًا على ما حدث على المائدة، يقول: كنتُ متوقعًا منطقيًّا من هذا الإنسان الفقير البسيط أحد هذين التصرّفَيْن على المائدة: إما أنّه يخجل في البداية و ينتظر من يقدم له الطعام كأحد الضيوف. أو أنه ينقضّ على المائدة ليفترسها دون أيّ مقدمات كأحد الفقراء البسطاء أمام إغراء المأكولات و أمام جوعه و حرمانه. ويضيف الخادم، ولكن الذي حدث عكس هذا و ذاك. وإذ بهذا الإنسان الفقير يمد يديه في منتهى الرضى و الاتّزان ويمسك رغيف خبز وبهدوء يرفع عينيه الى فوق، وفي وقارٍ يكسر الخبز، ويا للعجب و الروعة إذ أنني أُفاجأ بوجود ثقبين في يديه. و الدهشة أنه بعد كسر الخبز اختفى عنّي في الحال… إنه المسـيـح، الذي يريد أن يتّكئ على موائدنا و نحن نرفض بقسوة وغباء وعجرفة. إن أردْتَ فلتقبله بهيئته البسيطة و منظره المتواضع. إخوتي الأحباء في الرب… إن كنتم تريدون أن يكسر المسيح لكم الخبز فلا تمدوا أيديكم إلى موائدكم، ولا يهنأ لكم بال إلاّ بعد أن يكسر الفقير أوّلًا الخبز على موائدكم… نعم هو الرب الذي عَرّفنا بذاته قائلا: “الحق أقول لكم ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي قد فعلتم ” مت 25 :40

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.