عصفور ملوّن الرّيش، واخوه عصفور بلا الوان فينادي البائع عاليًا:
عصفور جميل ملوّن الريش خدوه واحصلوا على أخيه مجانًا
دائمًا البائع يبيع الملوّن الرّيش ودائمًا النّاس يشد انتباهها جمال الالوان
ولكن العصفور البِلا ألوان كان حزينًا ضعيفًا، يشعر بأنّ شكله قبيح ينقصه شيء عن اخيه العصفور الكبير الملوّن الرّيش
وظنّ أنّ البائع يبيعه بلا مال لأنّه قبيح وغير ملوّن الريش
ولكن فى الحقيقة أنّ العصفور الملوّن الريش كان عصفور قبيح القلب عصبيّ المزاج
شرس يأكل ويميت أيّ عصفور يأتي مقابله فكان مغرورًا وكان لا يحب غير نفسه
ولكن العصفور الصغير ظلّ يريد ان يكون ظاهرًا لانّه يشعر طوال الوقت أنّه بلا قيمة ينقصه اشياء كثيرة
فظل يقوم بالتقاط اثمن الرّيش ويضعه حول نفسه واغلى الاطعمة ويضعها امام فمه واغلى قطع الاقمشة ليبني بها عشّه
ولكن كل ذلك، لم يكن يعوّض ناقصه فكان دائمًا فى قرارة نفسه يشعر بالنّقص، يشعر بأنّه عديم القيمة
ولكنّه كان يحمل فى داخله أجمل القيم، كان عصفورًا طيّب القلب يداوي العصافير المجروحة التي يقوم بجرحها العصفور الاخر وكان يحبّ الجميع ويُعطي الجميع ويشفق على الجميع
كان البائع يعلم جيّدًا أنّه اجمل العصافير
ولكنّه هو وحده الذي كان يرى نقصه فى الوان الريش
رغم انه كان عندما يبكي تخرج من فمه اجمل الصّلوات واعذب كلمات التسبيح
كثيرًا ما نرى أنفسنا مثل العصفور الصغير بلا الألوان بلا قيمة لأننا نهتمّ لنظرة الناس الينا
فنحاول أن يكون لنا قيمة باقتناء اغلى الموبيلات وأحدث الموديلات من العربيات ولا نرتدى سوى الماركات العالمية ونسعى لأعظم الشّهادات ونحاول ان نستمد قيمتنا من ما هو معنا
ولكن قيمتنا الحقيقية فى داخلنا
اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء و اختار الله ضعفاء العالم ليخزي الاقوياء، و اختار الله أدنياء العالم وغير الموجود ليبطل الموجود
الله قد ميّز كل واحد منّا بصفة داخلية، لو بحث عنها ونمّاها سيدرك حقًّا مدى قيمته الحقيقية
قيمتك الحقيقية فى قلبك، فى مدى حبّك، فى مدى عطاءك..
قلبًا نقيًّا أخلق فِيَّ يا الله
لا تنظر لما يحيط بك من ظروفك الخارجية ومن تصفيقات الناس المزيّفة الوهمية
لكن انظر كم أنت مميّز وذات قِيَمْ عالية تكمن داخلك يحبّها الهك