Story of The Day- 11/12/08

اعتاد شحاذ فقير جداً أن يقف فوق أحد الكباري بمدينة لندن..
كان وحيداً، تظهر عليه علامات الحزن والأسى.. يقضي وقته عازفاً على ‘ كمان’ تبدو عليه مظاهر التلف..
كان يعزف محاولاً أن يجذب بموسيقاه انتباه العابرين، أملاً أن يأتوا إليه ويعطوه القليل من المال، لكن أحداً لم يعبأ به..
فجأة ، توقف بجواره رجل غريب

اندهش الشحاذ وبدأ يتفرس فيه بنظرات توسل.. يريد أن يأخذ منه صدقة.. لكن الغريب لم يعطه النقود التي يحلم بها بل صنع معه أمراً أخراً غير متوقع.. طلب منه الكمان لكي يعزف عليه.. أخذه بالفعل وبدأ العزف.. على غير العادة، جذبت الأنغام أول المارة.. فأتى واستمع، ثم ألقى نقوداً فى قبعة الشحاذ الموضوعة على الأرض.. ولم يذهب بل بقى يتمتع بالعزف الرائع..
وواصل الغريب عزفه للألحان العذبة، وازداد عدد المتجمهرين، وامتلأت القبعة بالنقود..
تزاحم الناس جداً.. الكل يريد أن يستمع، وأتى رجل الشرطة، لكنه بدلاً من أن يصرف الواقفين، جذبته أيضاً الموسيقى فوقف معهم يتمتع بهذه الأنغام الحلوة..
هذه قصة تشبه كثيرين..
كانوا لفترة من الزمن مثل هذا الشحاذ.. يتسولون على الحياة المليئة بالهموم..
مراراً حاولوا أن يعزفوا على وقلوبهم الكئيبة أنغاماً مفرحة، لكن بلا جدوى..
فجأة مر عليهم شخص عجيب، غريب ليس من عالمهم.. وقف يستمع لموسيقى حياتهم الشقية..
اقترب إليهم أكثر.. نظر وأمعن النظر في حالتهم التعيسة.
نظر إليه بعينيه المملوءتين بالحب.
ظنوه سيمن عليهم بحل لمشكلة أو تسديد لاحتياج، ففعل ما هو أعظم.
ما أحن قلبه.. وما أقوى نظرات حبه!!
نظراته كشفت لهم احتياجاتهم الحقيقية.. أظهرت خراب قلوبهم.. ثم أعطتهم الأمل..
عرفوا انه هو الوحيد الذي يعطى الراحة.
سلّموا له قلوبهم.
أخذها، وبدأ يعزف عليها بيديه المثقوبتين ألحاناً تُشع بالمجد.
وتغيرت حياتهم.
ووضعوا أقدامهم على طريق الفرح والراحة

هو يسوع المسيح الذي يغفر ويشفى ويحرر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.