Story of The Day- 09/05/09

يا بني لا تحتقر محبتي

يا بُنيّ:
محبة أبدية احببتك، فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك وسكبت عليك من نعمتي ومن خيراتي رزقتك ، وهبتك الحكمة ، قدتك فى امور عسيرة ، دبرت امورك، جعلتك فرحًا سعيدًا قويتك فى الضعف ومن مأزق كثيرة اخرجتك، علمتك ارشدتك نصحتك هذا كله لا شئ امامي، فلا تشكرني عليه، لان محبتي تلزمني ان اعمل هكذا من اجلك، اهنتني شتمتني كذبت علَىَّ فَكَّرْتَ بالسوء ضدي احتقرتني امام الناس صغَّرتني فى عيون اعدائي كنتُ وضيعًا فى نظرك فجدَّفوا علَيَّ بسببك، تركتَ طرقي ،قاومتني، كلفتني ان احتمل مالم انتظره منك، اخزيتني كثيرًا جدا ،احرجتني فى مواقف عده هذا كله لا احسبه عليك لانك فعلته بجهل فى عدم ايمان
نزلت من سمائي أخذًا صورة عبد، صائرًا فى شبه الناس ، واذ وجدت فى الهيئة كانسان ، افتقرت وانا الغني ، جعت ولم اجد ما أسد به رمقي وانا منبع الخيرات ، عطشت ولم اجد من يسقيني، وانا خالق الانهار لم يكن لي اين اسند رأسي ، بينما جعلت للثعالب أوجرة ولطيور السماء اوكار رثيت لحالك ، وبكيت عليك كثيرا ، جاهدت من اجلك مرارًا ، فكان الجزاء ان قبض عليَّ وحوكمت ظلما وحسدا ،مع اني لم افعل شرا ولم يكن فى فمي غش
لطموني ، وبالجلدات مزقوا جسدي ، نزعوا ثيابي واستهزاوا بى ، ضفروا اكليلا من الشوك توجوا به راسي ،كانوا يسجدون لى سخرية، بصقوا فى وجهي ثم اخذوا قصبة وضربوني على راسي فانغرس الشوك فى جبيني، وعلى خشبة العار طرحوني، وثقبوا يديّ ورجليَّ وبالمسامير ثبتوها ورفعوني لكى يراني الجميع فكنت كشاه تساق للذبح وكنعجة صامتة امام جازيها لم افتح فمي وكانِّي قُطِعْتُ من ارض الاحياء ، وكالماء انسكبت ، انفصلت كل عظامي ، صار قلبى كالشمع ذاب وسط امعائي، يبسْتُ مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي سقوني الخل والمر ، لعنوني فباركتهم ، وطلبت لهم غفرانا ورحمة فتشت عن محبي فلم اجدهم ، الكل تركوني هذا كله احتملته من اجلك لاني احبك + فهل تحتقر محبتي ؟+ ++ اقترب مني لاتخف ، لاني احب راحتك ، وارجو سلامتك واشتاق لعشرتك لانها طيبة وحلوة لقلبي ، فأنت منذ تركتني وانا اترقب عودتك لان لذتي مع بني الانسان
تعال فانِّي مخلصك ، سلمني قلبك ارده لك جديدًا، اعطني حياتك انقلك من الظلمة الى النور، ومن الموت الى الحياة اجعلك ابنا لله ووارثا معي فى مجدي وملكوتي، فيتحول نوحك الى فرح ويأسك الى رجاء وهمك الى تعزية، وخوفك لى إطمئنان ، واضع ترنيمة جديدة فى فمك اعولك وفى ايام الجوع اشبعك ، فلا تخشى من خوف الليل ، ولا من سهم يطير فى النهار ، ولا من وباء يسلك فى الدجى ، ولا من هلاك يفسد فى الظهيرة ، يسقط عن جانبك الوف وربوات عن يمينك واليك لا يقرب ، لانّي معك فانجيك واحيط بك واضمك الى قلبي واضع شمالي تحت رأسك ويميني تعانقك أحميك من عدو الخير ، وأرُدُّ سهامه الى قلبه واسحقه تحت قدميك ، ثم اخْتُمُ حياتك بأيام صالحة مباركة سعيدة ، والى مجدي أخذك بجواري تجد الغنى والراحة والسلام فهل تحتقر محبتي؟؟
تعال الان ولا ترفض دعوتي هذه المرة لاني فى انتظارك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.