Science and the HOLY BIBLE- 07/09/08

مع أن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً بل هو كتاب روحي، يكلمنا عن الخالق لا الخليقة، وعن الخلاص الأبدي لا نظريات العلم المرتبطة بالعالم الذي يزول. ومع أنه لم يُصغ في أسلوب علمي وإلا استحال على البشر البسطاء أن يفهموه، ومع أنه لم يركز على الحقائق العلمية وإلا لتعارض مع أفكار البشر في فترات كثيرة كانت العلوم فيها لازالت في بدايتها، لكنه مع كل هذا كتاب دقيق جداً من الناحية العلمية إذا أشار عرضاً لأي من حقائق العلم ، إن الكتاب المقدس هو كلام الله وهو موضع ثقة في كل ما يقوله عن الله والإنسان والخليقة والتاريخ والعلوم لأن الذي أوحى بالكتاب المقدس هو نفسه الذي أوجد القوانين العلمية التي تسيطر على عالمنا، ولهذا فإنه لا يصح أن ننظر إلى العلم كخصم أو منافس لله

وضعت إحدى الجمعيات العلمية الملحدة الفرنسية في سنة 1861م ما سمته قائمة بأخطاء علمية في الكتاب المقدس، وصلت بنودها إلى خمسة وتسعين بنداً . ومع تقدم العلوم والاكتشافات المختلفة تبخرت هذه البنود بنداً بنداً ليتضح أن هذه الأخطاء كانت كلها أخطاء الأكاديمية لا أخطاء الكتاب!! ونشكر الله على أن العلوم تطورت ولحقت بركب الكتاب المقدس لتعيد الإنسان الذي ابتعد عن الله ثقته فيه وفي وحيه . ولقد كانت صحة الكتاب المقدس علمياً عاملاً هاماً من عوامل جذب جمهرة كبيرة من العلماء إلى الإيمان

وسنذكر القليل جداً من الحقائق العلمية المذهلة التي في الكتاب المقدس

انحلال العناصر

فنجد قول الكتاب المقدس على لسان بطرس بأنه سيأتي ” يوم الرب الذي به تنحل السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب ” ( 2 بطرس 3 : 10 ) . فقد اعتقدوا العلماء أنه لا يمكن أن تنحل العناصر لأن أصغر جزء في المادة وهو الذرة، غير قابل للانقسام . فجاء القرن العشرون بقنابله الذرية والهيدروجينية ليضع مفهوماً علمياً جديداً ويثبت للعلماء على أنه على الرغم من تقدمهم العلمي، فإنهم لا يزالون كأطفال يلهون بأمواج صغيرة تصلهم من محيط العلم الواسع . لنتأمل معا بعض الحقائق المذهلة في الكتاب المقدس

الكتاب المقدس وكروية الأرض

قال الكتاب المقدس عن الأرض معلومات وحقائق مناقضة لكل النظريات السابقة والمعاصرة واللاحقة لها، تقول كلمة الله سبحانه ” يعلق الأرض على لا شيء ” ( أيوب 26 : 7 ) . وهذا يوحي بقوة جاذبية حفظ الأرض في مكانها أو مدارها، ولهذا التعليم قوة خاصة لأنه جاء في فترة أعتقد فيها الناس أن الأرض محمولة على قرن ثور أو على كتف شخص جبار … الخ . كما تحدث عن شكل الأرض فقال في (إشعياء 40 : 22 ) ” الجالس على كرة الأرض ” . لقد كان هذا تعليماً ثورياً عن شكل الأرض في الوقت الذي سادت فيه الأفكار عن شكلها المنبسط المسطح كالبساط . وليس غريباً أن نجد اسم الأرض في اللغة العربية هو ” البسيطة “، لقد اعتقد الناس أنهم سيسقطون في الفضاء إذا وصلوا إلى حافة الأرض

الكتاب المقدس وعلم الرياح

اكتشف العلم مؤخراً أن للهواء وزناً ولم يفطن العلماء إلى أن الكتاب المقدس سبق أن أخبر بذلك قبل آلاف السنين حيث يقول في ( أيوب 28 : 25 ) ” ليجعل للريح ( للهواء ) وزناً ”

وينطبق نفس الأمر على حركة الرياح و مداراتها التي لم تعرف إلا حديثاً، فقد تحدث عنها سليمان بالروح القدس فقال : ” الريح تذهب إلى الجنوب وبدور إلى الشمال تذهب دائرة دوراناً وإلى مداراتها ترجع الريح ” ( جامعة 1 : 6  إن علم المياه والرصد الجوي هو من المواضيع الحديثة العهد التي يدرسها الطلاب في العديد من جامعات اليوم. غير أن سليمان الحكيم كان قبل نحو3000 سنة قد رسم بعض المبادئ الأساسية حول هذا الموضوع. فالآية أعلاه تصف ثلاث ظاهر تتعلق بالريح، وهي

– تجري الريح بين خط الاستواء والقطبين، الأمر الذي اكتشفه ( هاردلي Hardley) في القرن السابع عشر

– تشير حركة الريح الدائرية إلى ( الكوريولس) الذي تم اكتشافه في القرن التاسع عشر

– للريح مسارات محددة، لم يتم اكتشافها إلا حديثاً

نتحدث عن حكمة سليمان، لكن ” هوذا أعظم من سليمان ههنا” ( متى42:12 )

الكتاب المقدس ودورة المياه

وللمياه أيضاً دورتها ” كل المياه تجري إلى البحر والبحر ليس بملآن، إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة ” ( جامعة 1 : 7 )

ينابيع داخل البحر: هل انتهيت الى ينابيع البحر او في مقصورة الغمر تمشّيت. اشعياء 38: 16

تيارات بحرية: في قصة النبي يونان (يونس) والحوت:” لانك طرحتني في العمق في قلب البحار. فاحاط بي نهر. جازت فوقي جميع تيّاراتك ولججك.” يونان 2: 3

قصة طريفة : عن العالم “متى مورى”، الذي يسمونه أبا المسالك البحرية، إذ كان أول من رسم الخرائط لطرق البحار وأسٌس علم جغرافية المحيطات. فلقد حدث أثناء مرض ذلك العالم أن دعا ابنه ليقرأ له في الكتاب المقدس فقرأ له في سفر المزامير، ولفت نظره قول داود في مزمور 8 : 8 إن الرب مسيطر على «سمك البحر السالك في سبل المياه» استوقف الأب ابنه وطلب منه إعادة قراءة الآية مرة ثانية. ولما سمعها ثانية قال هذا يكفي، طالما أن كلمة الله قالت إن هناك سبلاً في المياه، فلابد أنها هناك، وسأكتشفها. وبعد سنوات قليلة كانت أول خريطة عن هذا العلم الكبير قد رسمها ذلك العالم

كهرباء البرق والمطر: ” لما جعل للمطر فريضة ومذهبا للصواعق” ايوب 28: 26

“اذا اعطى قولا تكون كثرة مياه في السموات ويصعد السحاب من اقاصي الارض. صنع بروقا للمطر واخرج الريح من خزائنه”. ارميا 10: 13

قصة طريفة: حدثت إذ كان أحد ضباط الجيش الأمريكي يلقى على زملائه محاضرة عن الكهرباء، وأخذ يوضح الاكتشاف العظيم للورد كلفن، الذي كان من شأنه أن يلمع اسمه، وهو أن المطر يحدث دائماً بسبب تفريغ شحنة كهربائية. وكان هذا الضابط مؤمناً، فاشار إلى كتاب قديم كان معه وقال: «لكن أيها السادة أنا أملك كتاباً أقدم من جون كلفن، سبق اللورد في هذا الاكتشاف».. هذه المفاجأة أثارت شغف الضباط، مما جعلهم بعد المحاضرة يلتفون حول الضابط ليسألوه عن هذا الكتاب القديم الذي أشار إلى اكتشاف كلفن. فأخرج لهم كتابه المقدس وقرأ لهم مزمور 135 : 7، إرمياء 10 : 13

الكتاب المقدس وعلم الآثار

إن علم الآثار يثبت أو يوضح كثيراً من الحقائق المذكورة في الكتاب المقدس، فقد تساءل مثلاً كثير من العلماء ومنهم علماء ا لكتاب المقدس نفسه لماذا جعل بيلشاصر ملك مملكة بابل دانيال الرجل الثالث في المملكة ( دانيال 5 : 29 ) . بدلاً من أن يجعله الثاني، فأين هو الثاني ؟ لقد اعتقد المؤرخون أن بيلشاصر حكم بابل بعد موت أبيه نبوخذ نصر، ولكن الاكتشافات الأثرية الحديثة أثبتت أنهما حكما مملكة بابل في نفس الوقت فكان كل منهما ملكاً على جزء منها ولهذا كان كل منهما ملكاً . وهناك إشارة لم يفطن إليها الدارسون في ( دانيال 5 : 11 )، تفيد أن أباه حي ” أبوك الملك ” . وهكذا فإن نبوخذ نصر كان الرجل الأول في المملكة وبيلشاصر الثاني ودانيال الثالث

كما أثبت علم الآثار وجود الشعوب التي تحدث عنها الكتاب المقدس، فطالما أن بعض المؤرخين سخروا الكتاب المقدس للإشارة إلى الحثيين، إذ لم يشر إليهم أي مصدر قديم آخر مما فتح المجال للبعض على أن يعتقدوا أنها من نسج خيال مؤلفي الكتاب المقدس . لكن أعمال التنقيب والاكتشافات الحديثة أثبتت أنهم كانوا شعباً راقياً، وضم الأراضي التركية الحالية مجموعة كبيرة من التماثيل والألواح والنقوش والنماذج الفنية العائدة لهم

كما أكدت الدراسات الأثرية أن أسوار أريحا سقطت كاملة باتجاه الخارج لا باتجاه الداخل، مؤكدة بذلك صحة الرواية الكتابية المذكورة في الإصحاح السادس من سفر يشوع . قال و . ف البرايت أحد أعظم المختصين بعلم الآثار : ” لا يوجد شك أبداً أن علم الآثار قد ثبت الصحة التاريخية الجوهرية لتعاليم العهد القديم ”

الكتاب المقدس والفلك

ويتحدث الكتاب المقدس أيضاً عن الجاذبية التي تربط المجموعات النجمية ” هل تربط أنت عقد (مفصل، محور) الثريا أو تفك ربط الجبار (الجوزاء) ” ( أيوب 38 : 31 ) . ثم يتحدث عن حركة الكواكب فيقول ” أتخرج المنازل في أوقاتها وتهدي النعش مع بناته ” ( 38 : 32) . ويتحدث عن حركة الشمس مع المجموعة الشمسية ” جعل للشمس مسكناً فيها، وهي مثل العروس الخارج من حجلته … من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شيء يختفي من حرها ” ( مزمور 19 : 4 – 6 )

إننا نعرف الآن والفضل يعود في ذلك إلى جاليليو وتلسكوبه، أن عدد النجوم كبير لا يحصى . وما زال العلم يكتشف كل يوم ليس نجوماً جديدة فحسب، بل مجرات كاملة جديدة يحتوي كل منها على ملايين وحتى بلايين النجوم . ولكن علينا أن ندرك أن علماء القرون الوسطى وما قبلها كان لهم تصور مختلف تماماً، فكانوا يعتقدون أن عدد النجوم يبلغ 1080 وعندما كان يحتج بعض العلماء على هذا الرقم السخيف، كانوا يقولون أن الرقم الصحيح هو 1084 أي بفارق أربعة نجوم! أما الكتاب المقدس فقد سبق العلم والعلماء إلى أن ” جند السموات ( نجومها ) لا يعد ورمل البحر لا يحصى ” (إرميا 33 : 22 ) . قال الله لإبراهيم ” أكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر ” (تكوين 22 : 17) . ولقد تحدى الله إبراهيم أن يستطيع عد نجوم السماء ” أنظر إلى السماء وعد النجوم إن استطعت أن تعدها ” ( تكوين 15 : 5 ) . ربما نسلم بهذا الأمر اليوم تسليماً مطلقاً، ولكن الأمر سيكون مختلفاً لو أننا عشنا في عصر ما قبل التلسكوب دون أن نؤمن بالكتاب المقدس

لقد اكتشف العلم الحديث أن السماء تعج بالنجوم ما عدا الجهة الشمالية من الفضاء، فهذه الجهة خالية من النجوم . وقد سبق الكتاب المقدس أ، دون هذه الحقيقة بقوله ” يمد الشمال على الخلاء ” (أيوب 26 : 7 )

الخلاصة

وهكذا فإن العلم يشهد للكتاب المقدس وصحته وجميل بنا أن نثق بهذا العلم، ولكن هذا يشجعنا على وضع ثقتنا في الكتاب المقدس وإله الكتاب المقدس ووحيه . فهذه الصحة أو الدقة لم تأت من فراغ لأن وراءها الله نفسه، وهذا يجعلنا نثق في حكمة الله عندما تمر بنا أمور قد نعجز عن فهمها فهماً كاملاً أو إثباتها إثباتاً علمياً خالصاً . فبدلاً من أن نخضع الله لأحكام عقولنا يجدر بنا أن نخضع عقولنا المحدودة لخالقها

وقد تشبع الحقائق والمعلومات العقل الذي يمتلك كل الحق للسعي إليها، ولكن لا يمكن أن يشبع الروح إلا خالقها  فعلى صاحب الروح العطشى أن تبحث في الكتاب المقدس عن إله الشبع والاكتفاء والتحرير والسلام والخلاص، ويبقى كل بحث آخر مثل الحرث في البحر بلا طائل . يقول يسوع المسيح: “أنا هو الطريق والحق والحياة … ” (يوحنا 14 : 6)

المجد لك يا رب المجد لك

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.