Enjil Al Yawm- Tafsir- 21/03/10

يأتي هاذا النص بعد حادثتين، حيث يطلبون المسيح للزعامات، الأولى : عندما يأتي إليه الشاب الغني، الذي رفض أن يبيع ممتلكاته ليتبع المسيح. والثانية، حيث يسأله يعقوب ويوحنا أن يجلسا، واحد عن يمينه والأخر عن يساره. في هذه الجواء يضع مرقس هاذا النصّ، أي إن الذين يُريدون أن يتبعوا يسوع، يتبعونه للمقامات والزاعامات، وفي هاذا النص أيضاً، يتبعه الجموع كملكٍ زمنيّ، ولكن الدهش من هاذا الأعمى الذي إستطاع أن يعرفه أنه ليس بنبيّ عاديّ، بل أنّه ألمخلصّ “إبن داود”.
فبسِلسلة أناجيل زمن الصوم، قد رأينا أن المسيح قد شفى الأبرص، والمنزوفة، والمخلّع، والأعمى إذاً هو المسيح الموعود، الذي يشفي كل الأمراض، شرط الإيمان به، ففي لحظة كل شفاء كان يقول “إذهب إيمانك خلّصك”، فلنؤمن إذاً به ونسأله الشفاء. أيضاً، فهو قد أعاد الى المجتمع كل من قد نُفيَ، فمع المسيح، المصالحة قد تمت بين الله والبشر، وبين البشر جميعاً، قد اصبحنا كلّنا أبناء الله، وإخوة بعضنا لبعض.
فلنصلِّ ولنتأمّل كي نعرف المسيح، لا كما تبعه الجمع في الطريق، بل مثل هاذا الأعمى، الوحيد بين الجموع الذي عَرَفَ الطريق إلى الربّ. فمثل الأعمى، الذي كان يعتبر نفسه كما يعتبره الناس : خاطىء، أو منبوذ، أو مظلوم، أو أنّه لا يستطيع قراءة الأسفار المقدّسة، لكنّه تخطّى كل الصِعاب، كل ما هو مانع من أن يوصله الى الله لكيّ يَخلُص، فأين نحن مِن هاذا الإيمان؟ أين نحن مِن هاذا الصبر؟ أين نحن مِن أن يَعلو صوتُ إيماننا محاولات الجَمع أن يُسكِتَنا؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.