Enjil Al Yawm-Tafsir- 21/02/10

إن هذا الأبرص يمثّل كل شخص تائب توبة جيّدة، فهو مدرك أنّه رجل خاطئ، إذ كانت الشريعة تربط المرض بالخطيئة، ولكن هاذا الأبرص قد عرف أن عمق الشريعة ليس بإبعاده عن الجماعة، بل هي مرحلة لتعيده طاهراً، لذلك فقد اقترب من الجمع رغم منعه من التقرّب كي لا يعدي احد. ثانياً، فهو مدرك أنّه خاطئ وقد عانى الكثير، وهو يستحق الغفران الآن، فهو يتقدّم من المسيح طالباً بكلّ تواضع وخضوع الغفران، قائلاً :”إن شئت”، اي فلتكن مشيئتك. فقد كان يمكن أن يقول كلمة فيطهر، لكنه في حنان مدّ يده ليعلن أنه الخالق الذي يتحنن على خليقته، مميزًا بين المرض والمريض، والخطية والخاطي… إنه يبسط بالحب يده ليلمس كل إنسان مهما كانت نجاسته حتى يطهره. هذا وقد أراد أن يعلن أنه واضع الناموس وربه، لا يتنجس بلمسة أبرص، بل يهرب البرص من لمسته. واخيراً، طلب منه ان يذهب للكهنة، كي يعمل ما تقتضيه الشريعة، فيشكر الله، فببرصه حُكم عليه البعد، فهو الآن اصبح مؤهّلاً أن يعود الى الجماعة. فهنا، يؤكد لنا المسيح أنّه اتى ليكمّل الشريعة، وليس ليهدمها. وهو ينهيه أن يخبر احد، فهنا يعلّمنا المسيح التواضع، اي عدم الإفتخار بما نستطيع عمله، ومن الناحية الثانية، اراد المسيح ان يفهمنا انّه شافي القلوب اوّلاً، فهو اتى ليجددنا من الداخل، ويعلّمنا المحبة قبل كل شيء اخر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.