Enjil Al Yawm-Tafsir- 18/04/10

لنرى ماذا يعلّمنا هذا الإنجيل: أوّلاً : ما أَصلب قلب الإنسان الى الفهم، فهما يقولان ليسوع، أنّه اليوم الثالث على موته، وألم يقل لهما أنّه سيقوم. وقالوا أن النساء قد ذهبنا إلى القبر وقال لهم الملائكة أنّه حيّ، وكذلك فعل بعض التلاميذ. إذاً، إلى أين هم ذاهبون، ولماذا لم يفهموا حتّى الآن؟ ألهذا الحدّ وصلت صلابة قلب الإنسان وضياعه، كي لا يرى الله. فهم ما زلوا امواتاً، ولم يقوموا مع المسيح، فتصرّفوا كهؤلاء الذين لا إيمان لهم.
ثانياً : “ولم يعرفاه” : هذا لأنه بعد القيامة قد لبس يسوع ثوب المجد، لكن بعد تتميم العمل الخلاصيّ، لا يمكننا أن نرى يسوع بعد بحسب الجسد، فهو لا يمكن أن نراه إلاَّ بعيون إيماننا. لهذا ليس علينا أن نطلب رؤيته جسديّاً في القربان، بل روحياًّ. لأنّ الشكّ وعدم الإيمان يؤدّيانِ بنا إلى أن نكون بعيدين عن معرفة الله الحقّ، على الرغم من أنّ المسيح سائرٌ معنا في الطريق.
ويسوع قد توارى عنهما، عند كسر الخبز، بعد أن عرفاه. وها هو موجود في القربان لمن يؤمن، وهو متواري عن الأعين الجسديّة، لأن الذي لا يراه بعين الإيمان، لا حاجة له أن يراه امامه، بعين الجسد.
ثالثاً : إنّ يسوع هو من يرافق كل واحدٍ منّا “شخصياًّ” ليسير معه على طريق الحياة الأبديّة، ولكن علينا أن نفتح قلوبنا له ليحلّ فيها الخلاص.ويقول القديس لوقا :” فَوَقَفَا عَابِسَين”، هذا ما يؤكد لنا أنّهم لم يجدوا بعد الفرح بالمسيح، وكذلك نحن نفعل الشيء نفسه ، عندما نتصرّف كأنّ لا إيمان ولا رجاء ولا خلاص لنا.
وأخيراً، عند عدم فهمهم، بدأ يسوع بشرح الكتب لهم، وهذا ما علينا أن نصنعه نحن، أن نقرأ الكتاب المقدّس، كي نفهم حقاً المسيح ونعيش بصدق مسيحيتنا. ونقوم مثل هؤلاء ونعود إلى أورشليم، مدينة الله، لنعيش مبشّرين بقيامته، أي بقيامتنا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.