Enjil Al Yawm-Tafsir- 14/06/15

حكمة الله تختلف عن حكمة العالم، ومنطق الله يفوق قدرة التفكير البشري. فالله يكشف حكمته للمتواضعين ويحجبها عن الممتلئين من أنفسهم.” سأبيد حكمة الحكماء، وأخفي فهم الفهماء “( ١كو ١:١٩).فمشروع الله الخلاصيّ للإنسان لا يقوم على حكمة الحكماء، فإذا كان الغنى والمجد والقوة هي حمكة هذا العالم فالصليب هو حكمة الله
إنّ قول يسوع “أعترف لك يا أبت، ربّ السماء والأرض لأنك أخفيت هذه الأمور عن الحكماء والفهماء وأظهرتها للأطفال “ هو تأكيد على أنّ الإنسان لا يستطيع أن يُدرك بعقله -دون الإيمان- سر الثالوث الأقدس، وهذا لا يعني أن نتخلّى عن العقل لفهمنا الإيمان. والسؤال كيف نكتشف سر الله؟ في إنجيل اليوم يطلب منّا الرب يسوع أن نقبل الكلمة بقلب مؤمن ومتواضع مثل قلوب الاطفال، وهذه هي الطفولة الروحية التي هي ليست في السن ولا في الفكر وإنما بالاتضاع والثقة بمحبّة الله
الطفولة الروحية هي حالة روحيّة مبنيّة على الايمان والتواضع والثقة والارتماء بين يديّ الله الآب كارتماء الطفل بين يديّ أبيه. نحن أولاد الله، فكم بالحري أن نثق بأبينا السماوي الذي لا يسمح أن تسقط شعرة من رؤوسنا دون علمه. فلنحبّه ونثق به ونسلّمه ضعفنا وخوفنا وشكّنا وهشاشة طبعنا، ولنتحلّى بروح اللانهزامية لأننا أبناء الله وإن كنّا ضعفاء، نغلب الضعف وننتصر بالذي أحبنا، ومات لأجلنا وانتصر على الموت وأهدانا هذا الانتصار
في هذه الطريق يعلّمنا الربّ يسوع، أنّه مهما اشتدّت الصعاب وكثرت من حولنا العواصف الشريرة، هو دوما معنا إلى منتهى الدهر، لا يترك أبدًا سفينة حياتنا تغرق بل يأتي بقوة الروح ،لأنه الإبن الوحيد “به كان كل شيء … فيه كانت الحياة “. فلنردد مع القديس بولس:”مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيْقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ لاَ مَلائكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَار وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ محبة الله التي لنا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا
( رو ٨: ٣٥-٣٩)
لنحمل الصليب ونمشي بثقة الأطفال، بوداعة الخراف وبحكمة الحيات حتى نصل الى الحياة الابدية

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.