Enjil Al Yawm-Tafsir- 09/05/10

يأتي هذا الإنجيل بعد لقاء يسوع تلميذيّ عمّاوس وإخبارهم الرسل أنّهم رأواه. يظهر المسيح وسط الرسل قائلاً : “السلام لكم”، لأنّه حيث حلّ المسيح يحلّ السلام، وما الإضطرابات إلاَّ دلالة على غيابه من حياتهم. فالإنجيليّ يقول لنا أنّه ظهر وسطهم، أي فهو المرجع، كما نرى في قصّة الخلق: كانت شجرة المعرفة وَسَط الفردوس، وهذا ما يطلبه الله منّا أن يكون هو محور حياتنا فننال السلام الداخليّ، لأنّه الحياة والمعرفة الحقّة. ولهذا السبب أيضاً، تدعى رتبة الفصح برتبة السلام، فمن صام وتاب عن خطياه، وشارك برتبة الغفران، تصالح مع الله والقريب، فكان له السلام.
وعند اضطرابهم، اثبت لهم أنّه ليس بروح، فأكل وشرب معهم، وهو في جسده الممجد التي تظهر عليه علامات الصلب. وهذه العلامات باقية دلالة على أنّه هو الذي تألّم وصلب ومات، وهو الذي قام وظهر. وهذه العلامات هي ثمن تحريرنا من الخطيئة، فلا يجوز الإستهطار بها، فهي ستبقى لتخلّصنا وتكفّر عنّا دائماً. وكما قلنا سابقاً، من استطاع أن يمشي على المياه دون أن يغرق، يستطيع أن يدخل والأبواب موصدة. وقد أكل معهم السمك والعسل، فالفصح اليهوديّ كان يؤكل مع أعشاب مُرّة لأن مرارة العبودية كانت لا تزال قائمة، أما بعد القيامة فالطعام حلوٌ كالعسل.
ولكن المهمّ، أنّه فتح اذهانهم ليفهموا الكتب التى تنبأت عنه، ومبتغاه أن يُبشّروا به إلى أقاصي الأرض. وهذا ما علينا صنعه نحن المسيحيين، بالشهادة لإيماننا الحقّ من خلال عيشنا اليوميّ، ” لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ الصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات” متى 5/16

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.