Enjil Al Yawm-Tafsir- 02/05/10

أكّد لهم السيد المسيح أنه خالق الجسد والروح. فبعد أن قدّم لهم الطعام لإشباع احتياجاتهم الجسدية كما رأينا في إنجيل الأحد السابق، هو الآن يقدّم لهم الطعام الروحي لإشباع احتياجاتهم الروحيّة.
نرى في هذا الإنجيل أن بطرس أدرك أن السيد المسيح يعرف أعماقه أكثر مما يعرفها هو عن نفسه. ولكنّ المسيح لم يشر إلى اسم سمعان الجديد “بطرس” الذي وهبه إيّاه، بل :”يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي”، وكأنه يعيد تجديد العهد معه، لأنّ تصرّف بطرس في إنكاره ليسوع اعاده الى الحالة القديمة قبل معرفته بالمسيح، وهكذا نحن نعود إلى الإنسان الخاطىء الذي لم يعرف الله عند كلّ خطيئة.
وسأله المسيح :”أتحبني أكثر من هؤلاء؟” أي أكثر من حب بقية التلاميذ له كما كان يظن قبلاً، حين أعلن أنه مستعد أن يسير إلى الموت، حتى إن أنكره الجميع. وأيضاً، لم يسأله المسيح عن توبته بخصوص جحده له ثلاث مرات، لكنه اكتفى بالسؤال عن حبه له، فالتوبة في جوهرها هي ممارسة حب للَّه. هذا ما يطلبه السيد المسيح من كل تائبٍ حقيقيٍ. لذلك عندما مدح المرأة الزانية التائبة قال لسمعان الفريسيّ: “لأنها أحبت كثيرًا مغفورة لها خطاياها الكثيرة” (لو 7: 47).
والسؤال لم يكن إلاَّ عن الحبّ، وهذا ما أكّده مار بولس في رسالته إلى أهل كورنتس الفصل الثالث عشر : أن لا معنى لكل أعمالنا إن لم تكن بدافع المحبة. فحبّ المسيح هو الدافع الوحيد للخدمة وليس شيء آخر، فمن احبّ الله، اصبح بإستطاعته خدمة الكنيسة، أي خدمة الله

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.