Enjil Al Yawm- 29/10/23

ومتى جاءَ ابنُ الإنسان في مَجْدِهِ، وجميعُ الملائكَةِ مَعهُ، يجلسُُ على عرش مجده
وتُجْمع لديهِ جَميعُ الأُمَم، فيُمَيِّز بَعْضهم عن بَعض، كما يُميّز الرّاعي الخراف منَ الجِداء
ويُقيمُ الخِراف عَن يمينه والجِداء عن شماله
حينَئذٍ يقول المَلِك للّذينَ عن يَمينِهِ: تَعالوا، يا مُباركي أبي، رِثوا المَلَكوتَ المُعدّ لَكُم مُنذُ إنشاء العالَم؛
لأنّي جُعْتُ فأطْعَمْتُموني، وعَطِشْتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآويتموني
وعُريانًا فكسوتموني، ومريضًا فزرتموني، ومحبوسًا فأتيتم إليَّ
وحينئذٍ يُجيبهُ الأبرار قائلين: يا ربّ، متى رأيناكَ جائعًا فأطعمناك، أو عطشانَ فسقيناك؟
ومتى رأيناك غريبًا فآويناك، أو عريانًا فكسوناك؟
ومتى رأيناكَ مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟
فيُجيبُ الملكُ ويقول لهم: ألحقَّ أقول لكم: كلُّ ما عمِلتموهُ لأحدِ إخوتي هؤلاء الصِّغار، فليَ عمِلتموه
ثم يقول للذّين عن شمالهِ: إذهبوا عنّي، يا ملاعين، إلى النّار الأبديّة المُعدّة لإبليس وجنوده؛
لأنّي جُعتُ فما أطعمتموني، وعطشتُ فما سقيتموني
وكنتُ غريبًا فما آويتموني، وعريانًا فما كسوتموني، ومريضًا ومحبوسًا فما زرتموني
حينئذٍ يُجيبهم قائلاً: ألحقَّ أقول لكم: كلّ ما لم تعملوه لأحد هؤلاء الصّغار، فلي لم تعملوه
ويذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والأبرار إلى الحياة الأبديّة

*****************

هذا الأحد هو الأحد الأخير من زمن الصليب ومن السنة الطقسية. خلال هذه السنة عشنا مع الكنيسة أحداث حياة يسوع وموته وقيامته، وها نحن نتعرّف عليه في هذا الإنجيل ديّانا لكلّ البشريّة
فهل يعقل أن يسوع الذي تجسّد ومات من أجلنا كي يخلّصنا، سيأتي ديّاناً في آخر الزمان…وعلامَ يديننا؟
ألله الذي خلقنا بفيضٍ من حبّه على صورته ومثاله، أعطانا أيضًا أن نحبّ الآخر مثلما أحبّنا هو، وذاق الموت من أجلنا على الصليب
لذلك عندما نرفض أن نحبّ الآخر نشوّه بذلك صورة الله التي فينا، ونرفض وصيّة يسوع لنا بأن نحبّ بعضنا بعضًا، عندها نستحق الدينونة
إذا كنّا نحبّ المسيح فعلاً علينا أن نرحم أخينا الإنسان ونحبّه
كلّ إنسانٍ هو على صورة الله، الذي تتجلّى فيه صورة المسيح المتألّم، الّذي سمّى الفقراء والمعوزين والمتألّمين والمشرّدين إخوته الصغار لأنّه كبيرهم، وقد شابـههم وحمل أوجاعهم، وأحسّ بما يحسّونه
محبّة المسيح ورحمة الإنسان هي مختصر كلّ الإنجيل، وكلّ إنسانِ في أي حالةٍ كان، هو أخٌ ليسوع المسيح
إذا كنّا لا نلتقي كلّ يومٍ إنسانًا جائعًا إلى الخبز، فنحن نلتقي بالتأكيد إنسانًا جائعًا إلى كلام الله أو إلى كلمة لطيفة، علينا إذًا بتعزيته
إذا كنّا لا نلتقي كلّ يوم إنسانًا يطلب منّا كأس ماء فنحن نلتقي بالتأكيد إنسانًا متعطشًا للعدالة والحقيقة، علينا إذًا أن نفرج عن كربته
إذا كنّا لا نلتقي إنسانًا غريبًا عن أهله ووطنه فنحن بالتأكيد نجد إنسانًا غريبًا عن ربّه وكنيسته، علينا إذًا أن نرافقه ونرشده
إذا كنّا لا نلتقي إنسانًا يعاني مرضًا خطيرًا في جسده، فنحن نلتقي كثيرين يعانون كربة، أو حزنًا أو يأسًا علينا أن نحمل معهم مرضهم ونُدخل إلى نفوسهم الفرح
كثيرة هي الأشياء التي قد تكبّل الإنسان وتبعده عن ربّه، علينا إذًا أن نشارك إخوتنا في آلامهم ونساعد كلّ من هو بحاجة، على قدر استطاعتنا لأن حبّنا ومساعدتنا لهم هو شرطٌ لخلاصنا ومحبّة لشخص يسوع المسيح نفسه الربّ المحب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.