Enjil Al Yawm- 29/03/20

ووصلوا إلى أريحَا. وبينما يسوع خارجٌ من أريحا، هوَ وتلاميذهُ وجمعٌ غفير، كان برطيما، أي ابن طيما، وهو شحّاذٌ أعمى، جالسًا على جانب الطّريق

فلمّا سَمِعَ أنّهُ يسوع النّاصريّ، بدأ يصرخ ويقول: يا يسوع ابنَ داودَ ارحَمني

فانتهرهُ أُناسٌ كثيرون ليسكُتْ، إلاّ أنّهُ كان يزداد صُراخًا: يا ابن داوود ارحمني

فوقف يسوع وقال: “أُدعُوه!”. فدَعَوا الأعمى قائلين لهُ: ثِقْ وانـهَضْ! إنَّهُ يدعوك

فطرحَ الأعمى رِداءهُ، ووثبَ وجاءَ إلى يسوع

فقال له يسوع: “ماذا تُريد أن اصنعَ لكَ؟”. قال لهُ الأعمى: رابُّوني، أن أُبصِر

فقال لهُ يسوع: “إذهبْ! إيمانُكَ خلَّصَكَ”. وللوقت عادَ يُبصِر. وراحَ يتبعُ يسوع في الطريق

*****************

في الأحد السادس من زمن الصوم، لنا وقفةٌ مع يسوع السائر في الطريق، متقدِّمًا الجموع، ومع أعمى، جالسًا على جانب الطريق، استطاع، بصرخة إيمانيّة “يا ابن داود، ارحمني”، أن يستوقف يسوع، الذي منحه الخلاص، مُعيدًا إليه البصر. فسار ذاك الأعمى المعافى وراءه، على الطريق، وأصبح تلميذه. على تلك الطريق، سار يسوع ليحقِّقَ الخلاص لكلّ إنسان، في مسيرة توَّجها بموته وقيامته. وتعود هذه المسيرة، فتتحقَّق في الكنيسة، وفي حياة كلّ مؤمن، يبدأ مسيرةً مع يسوع، داخل الكنيسة، مسيرة تسمح له أن يعيش الخلاص. في هذا السياق، يسأل كلّ مؤمن الربّ، مثلما سأله توما: “كيف نقدر أن نعرف الطريق؟”. ويسمع الجواب ويقتنع به: “أنا الطريق والحقّ والحياة”. فيتابع المؤمن تلك المسيرة، ويكتشف فيها وجه الربّ ويعلم أنّ “لا خلاص بأحد سواه، لأنّه لم يُعطَ تحت السّماء، بين النّاس، إسم آخر، به ينبغي أن نخلص”. في خضمّ الحيرة، والعمى الوجوديّ، يظلّ يسوع على تلك الطريق، حاضرًا يريد أن يخلّص. وهذا ما يدفع الإنسان الذي على جانب الطريق أن يتشجّع، ويطرح رداءه، ويركض صوب يسوع، وينال الخلاص، ويتبعه في الطريق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.