Enjil Al Yawm- 28/07/19

وخرجَ الفرّيسيّونَ فتشاوروا عليهِ ليهلكوه
وعلمَ يسوعُ بالأمرِ فانصرفَ من هناك. وتبعهُ كثيرونَ فشفاهم جميعًا
وحذّرهم من أن يُشهروه
ليتمَّ ما قيلَ بالنّبيّ آشعيا
هوذا فتايَ الذي اخترتهُ، حبيبي الذي رضيتْ بهِ نفسي. سَأَجْعَلُ رُوحِي عَلَيْهِ فيُبَشِّرُ الأُمَمَ بالحَقِّ
لنْ يُماحكَ ولن يصيح، ولن يسمعَ أحدٌ صوتهُ في السّاحات
قصبةً مرضوضةً لن يكسر، وفتيلةً مدخّنةً لن يُطفئ، إلى أن يصلَ بالحقّ إلى النّصر
وباسمهِ تجعلُ الأممُ رجاءَها

************

إنجيل هذا الأحد المبارك يُركِّز على روحانيّة يسوع المتواضعة والوديعة وعلى رحمته الكبيرة التي لا حدود لها. لقد نبذ الفرّيسيّون يسوع وتآمروا عليه ليُهلكوه، لأنّهم لم يعرفوا مَنْ هو، ولم يريدوا أن يعرفوا بل قسّوا قلوبهم لئلا تدخل النعمة إليها. لكنّ يسوع يُفلت منهم لأنّ ساعة مجابهته للآلام لم تكن قد حانت. فهو لم يهرب خوفًا من أن يقتلوه. فعندما ستأتي الساعة، سيأتي هو بنفسه إلى أورشليم، ويُسلِّم نفسهُ تلقائيًّا للآلام والصلب والموت
لقد نبذوا خادم الله المتألّم والمتواضع الذي لا يرفع صوته على ما مَثَّله آشعيا النبيّ. ولم يؤمنوا بأعماله وآياته، لم يؤمنوا بملكوت روحيّ محفور ومنقوش في قلوبهم. لم يؤمنوا بأنّ التّقوى في القلب، لا في التظاهر بها ولم يدخلوا إلى جوهر رسالة يسوع الروحانيّة
يسوع المسيح لم يطلب الشهرة لنفسه، ولا المجد الباطل، بل طلب تحقيق الرسالة ونشر البشارة الجديدة، بشارة الحياة في العالم بأسره بدل بشارة الموت والتآمر التي يُنادي بها هذا العالم. فهو كلمة حياة للذين فقدوا الرجاء وأملٌ جديد للذين في اليأس والقنوط. به ينتصر الحقّ والعدل. به يُمحى البُغض والحقد. به تنتشر رسالة الأخوّة والتضامن والتعاضد بين الشعوب. به تبلغ الكنيسة وأبناؤها الميناء الأمين، فهو مبدأ الحياة والخلاص الأبدي

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.