Enjil Al Yawm- 26/09/21

وخرج يسوع من الهيكل ومضى. فدَنَا منه تلاميذه يُلفتون نظرهُ إلى أبنية الهيكل

فأجاب وقالَ لهم: :ألا تنظرونَ هذا كلّهُ؟ ألحقَّ أقول لكم: لن يُترك هُنا حجرٌ على حجرٍ إلاّ ويُنقَض. أوّل المخاض

وفيما هو جالسٌ على جبلِ الزّيتون، دَنا منهُ التّلاميذ على انفرادٍ قائلين: “قُلْ لنا متى يكون هذا، وما هيَ علامةُ مجيئِكَ ونهاية العالم؟

فأجابَ يسوع وقال لهم: إحذَروا أن يُضلَّكُم أحد

فكثيرونَ سيأتونَ باسمي قائلين: أنا هوَ المسيح! ويُضلّونَ الكثيرين

وسوفَ تسمعونَ بحروبٍ وبأخبارِ حروب، أُنظروا، لا ترتعبوا! فلا بُدَّ أن يحدثَ هذا. ولكن ليست النّهاية بعدُ

ستقوم أُمّةٌ على أمّة، ومملكةٌ على مملكة، وتكون مجعاتٌ وزلازلُ في أماكن شتّى

وهذا كلّهُ أوّل المخاض

حينئذٍ يُسلمونكم إلى الضّيق، ويقتلونكم، ويبغِضكم جميع الأمم من أجلِ اسمي

وحينئذٍ يرتدُّ الكثيرون عن الإيمان، ويُسلمُ بعضهم بعضًا، ويُبغضُ بعضهم بعضًا

ويقومُ أنبياء كذبةٌ كثيرون ويُضلّون الكثيرين

ولِكثرة الإثم تفترُ محبّة الكثيرين

ومَن يصبِرْ إلى النّهاية يخلُصْ

ويُكرَزُ بإنجيل الملكوت هذا في المسكونة كلّها شهادةً لجميع الأمم، وحينئذٍ تأتي النّهاية

**************

وقف التّلاميذ أمام الهيكل ولفتوا نظر يسوع إلى جمال بنائه وعظمته، فكان جوابه إنّ كل شيءٍ على هذه الأرض يؤول نحو الزّوال، حتّى بناء الهيكل سوف يُهدَم، وهذا ما حصل. فما هي أهميّة هذا الحدث بالنسبة ليسوع وبالنسبة لنا اليوم؟ نبوءة يسوع عن دمار الهيكل والتي تمّت بعد تجسّده بسبعين سنة، أثارت مخاوف التلاميذ لأنّ الهيكل، بنظر شعب العهد القديم، يمثّل حضور الله. أراد يسوع أن يقول لتلاميذه إنّ الهيكل، بكل ضخامته، لا يكفي لتجسيد قدرة الله لأنّه معرّض للزوال. فقدرة الله الحقيقيّة سوف تظهر عند مجيئه الثاني في آخر الزّمان. ولكن إلى أن يحصل ذلك، سوف تواجه الكنيسة أحداثًا وتجارب كثيرة، خارجيّة وداخليّة. وعلى الرّغم من هذا كلّه، كلمة الله وإنجيله سيُعلَنان في العالم أجمع. ليس من المفترض أن توقف هذه الصعاب والمشاكل الإنسان المؤمن لأنّ اتّكاله على الله يجعله يتخطّى جميع الصّعاب. ما من أحدٍ يعلم متى تكون نهاية العالم، ولكن المهم هو أن نثق أنّ كلمة الإنجيل والمحبّة الأخويّة سوف ينتصران في النهاية. نحن نجهل ما هو حسنٌ أو قبيحٌ إلاّ أنّنا نعرف أنّ يسوع المسيح سيظهر في آخر الزمان كي يمجّدنا معه. لذلك، فإنّ المسيحي لا يخاف مهما تعاظمت عليه المشاكل لأنّ مملكته ليست في هذا العالم بل إنّه يتوق دومًا إلى عالمه الخالد حيث يقابل يسوع المسيح وجهًا لوجه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.