Enjil Al Yawm- 20/05/18

إنّ تحبّوني تحفظوا وصاياي

وأنا أسال الآب فيُعطيكم برقليطًا آخر مؤيّدًا يكون معكم إلى الأبد

هو روح الحقّ الذّي لا يقدر العالم أن يقبلهُ، لأنّه لا يراه، ولا يعرفهُ. أمّا أنتم فتعرفونه، لأنّه مقيمٌ عندكم، وهو فيكم

لن أتركَكُم يتامى. إنّي آتي إليكم

عمّا قليلٍ لن يراني العالم، أمّا أنتم فترَونني، لأنّي أنا حيٌّ وأنتم ستحيَون

في ذلك اليوم تعروفون أنّي أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم

*******************

يصف لنا القدّيس لوقا، في كتاب اعمال الرسل، حدث حلول الروح القدس على التلاميذ في العلّية مثل ما جرى مع موسى على جبل سيناء، وهو الحدث الذي يعتبره التقليد اليهودي الدعوة النبوية لموسى. أخبرنا أيضًا القدّيس لوقا أنّ مار بطرس راح يشرح ما حدث، فاستشهد بالنبي يوئيل، واعتبر أنّ هذه هي آخر الأيام، أي الايام الاسكاتولوجية، حيث يُفيض الربّ بروحه، ويتنبأ المؤمنون. هذه هي انطلاقة الكنيسة، وهذا ما يعود القدّيس لوقا فيُبَيِّنه مرّات عديدة في كتاب اعمال الرسل، كتاب الكنيسة الاولى، فيُعطي كلّ عماد مسيحيّ طابع النبوءة، ويجعل من كلّ الوجود المسيحيّ وجودًا نبويًّا

المسيحيّ نبيّ لأنّ الروح القدس حلّ فيه، وأضحى بكُلِّيَته مسكنًا له. وهذا أمر إيمانيّ حقيقيّ يتحقّق في حياة كلّ مسيحيّ. علينا أن نشعر به ونعيشه ونتحمّل مسؤوليته. فالدعوة النبويّة عطيّة من الله وككلّ عطيّة يُنتظر من الذي يتلقاها أن يتقبّلها بفرح ويُفعِّلها في حياته. إنّ النبوءة بالمعنى المسيحي هي الغوص في سرّ الله والاستنارة منه ونقل أسرار حياة الله الى حياتنا اليوميّة والى الآخرين ثانيًا. فلنتذكّر موسى على الجبل، غاص في سرّ الله، تلقّى وصاياه ونقلها الى الآخرين. الرسل، تلقّوا الموهبة من الروح القدس، حملوا سرّ الله، سرّ المسيح، وسرّ الحياة، ونقلوه الى الآخرين. فلنتخيّلهم مُتنقِّلين بفرح حيثما حلّوا، على الرغم من كلّ الصعوبات التي اعترضتهم، فرحين لأنّهم حاملون سرّ الحياة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.