Enjil Al Yawm- 12/05/19

بعد ذلك، ظهر يسوع لتلاميذه مرّةً أُخرى على بُحيرة طَبريَّة، وهكذا ظهَرَ:  كان سمعان بطرس، وتوما المُلقَّب بالتّوأم، ونتنائيل الذّي من قانا الجليل، وابنا زبَدَى، وتلميذان آخران من تلاميذ يسوع، مُجتمعين معًا.  قال لهم سمعان بطرس: “أنا ذاهبٌ اصطادُ سَمَكًا. قالوا لهُ: “ونحنُ أيضًا نأتي معكَ”. فخرجوا وركِبوا السّفينة، فما اصابوا في تلك الليلة شيئًا.  ولمّا طلعَ الفجر، وقَف يسوع على الشّاطئ، ولكنّ التّلاميذ لم يعلموا أنّه يسوع.  فقال لهم يسوع: “يا فتيان، أمَا عندكم شيءٌ يؤكَل؟”. أجابوه: “لا”!.  فقال لهم: “ألْقوا الشّبكة إلى يمين السّفينة تجِدوا”. وألقَوْها، فما قَدِروا على اجتذابها من كثرة السّمك.  فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يُحبّه لبُطرس: “إنّهُ الربّ”. فلمّا سمِعَ سمعان بطرس أنّهُ الربّ، إتَّزَرَ بثوبهِ، لأنّهُ كان عُريانًا، وألقى بنفسهِ في البُحيرة. أمّا التلاميذ الآخرون فجاؤوا بالسّفينة، وهم يسحبون الشّبكة المملوءة سَمكًا، وما كانوا بعيدين عن البرّ إلاّ نحو مِئتي ذراع.  ولمّا نزلوا إلى البرّ، رأوا جَمراً، وسمكاً على الجَمْر، وخُبزاً.  قال لهم يسوع: “هاتوا من السمك الذي أصَبْتُموه الآن”.فصعد سمعان بطرس إلى السفينة، وجذَب الشبكة إلى البَرّ، وهي مملوءَةٌ سمكاً كبيراً، مئةً وثلاثاً وخمسين. ومع هذه الكثرة لم تتمزّقِ الشبكة.قال لهم يسوع: “هلُمّوا تغدَّوا”. ولم يجرؤْ أحدٌ من التلاميذِ أن يسأله: “من أنت؟”، لأنّهم علِموا أنّه الرّبّ.وتقدّم يسوع وأخذ الخبزَ وناولهم. ثمّ فعل كذلك بالسّمك. هذه مرّةٌ ثالثةٌ ظهر فيها يسوع للتّلاميذِ بعدَ أن قام من بين الأموات

**************

في هذا الأحد الرابع من زمن القيامة، ظهور ثالث للربّ وحكاية مع التلاميذ. إنّه ظهور افخارستي، به يدعونا الربّ إلى ملاقاته، ربًّا قائمًا من بين الأموات، يعطي الوفرة في الحياة، للّذين يسمعون كلمته، ويتناولون طعامه. قال لهم: ألقوا الشبكة عن يمين السفينة، فألقوها. على غرارهم، نغرف وفرة في أمور حياتنا اليوميّة، عند سماع كلمة الربّ التي نجدها في الكتاب المقدّس، في الكنيسة، في الليتورجيا، في الأسرار، وفي كلّ الاختبارات الحياتيّة التي أعطاناها الربّ. إنّ الطعام الافخارستي الذي أعطاه يسوع لتلاميذه، هو حافز لكلٍّ منّا، لكي نعلم أنّ معرفة الربّ، والدخول في شركة معه، يكونان من خلال الافخارستيا، أي القدّاس. السمك عنصر مكوّن للحياة اليوميّة في الجليل. باركه يسوع فأكثر من الصيد وسهّل عيشهم اليومي. لكنّه دلّهم إلى أنّ المهم أمران: سماع كلمة الربّ، والشعور بحضوره في الافخارستيا. عندما علم بطرس أنّه الربّ، رمى بنفسه في البحر، واتجه مسرعاً نحوه. لم يتردّد أمام هذا الأمر. بل نفّذه بسرعة. على غرار بطرس، نجح الكثير من المؤمنين في الاتجاه صوب الربّ من دون تردّد، عندما علموا الطريق التي يسلكونها للوصول إليه

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.