Enjil Al Yawm- 09/09/18

وإذا عالمٌ بالتّوراة قام يُجرّبُ يسوع قائلاً: يا معلّم، ماذا أعملُ لأرِثَ الحياةَ الأبديّة؟
فقال لهُ: ماذا كُتِبَ في التّوراة؟ كيف تقرأ؟
فقال: أحبِبِ الربّ إلهكَ من كلّ قلبكَ، وكلّ نفسكَ، وكلّ قُدرتِكَ، وكلّ فكركَ، وأحبب قريبَكَ كنفسِكَ
فقال لهُ يسوع: بالصّواب أجبتَ. إفعَلْ هذا فتحيا
أمّا هوَ فأراد أن بيُبرِّرَ نفسهُ، فقال ليسوع: “ومَن هو قريببي؟
فأجاب يسوع وقال: كان رجُلٌ نازلاً من أورشليم إلى أريحا، فوقعَ في أيدي اللّصوص، وعرّوه، وأوسعوهُ ضربًا، ومَضوا وقد تركوه بين حيٍّ وميت
وصدّفَ أنَّ كاهنًا كان نازلاً في تلك الطريق، ورآه، فمال عنهُ ومضى
ومرَّ أيضًا لاويٌّ بذلكَ المكان، ورآهُ، فمالَ عنهُ ومَضى
ولكنَّ سامريًّا مُسافرًا مرَّ بهِ، ورآهُ فتحنَّنَ عليه
ودَنا منهُ، وضمَّدَ جراحهُ، ساكبًا عليها زيتًا وخمرًا. ثم وضعَهُ على دابّتهِ، وذهب به إلى الفُندق، واعتنى بهِ
وفي الغد، أخرجَ دينارَين وأعطاهما لِصاحب الفُندق، وقالَ لهُ: إعتنِ بهِ، ومهما أنفقتَ فأنا أُوفيكَ عند عودتي
فمَا رأيُكَ؟ أيُّ هؤلاء الثّلاثة كان قريبَ ذلك الرَّجل الذّي وقَعَ في أيدي اللّصوص؟
فقال: “ألذّي صنَعَ إليه الرّحمة”. فقال لهُ يسوع: إذهبْ، واصنعْ أنتَ أيضًا كذلكَ

***************

يقدم لنا لوقا الانجيلي في هذا النص مثل السامري الصالح الذي طرحه يسوع المسيح كجواب على سؤال أحد معلمي التوراة في احدى المناقشات التي دارت بينهم. وقد سأله ليجربه بقوله: ماذا أعمل لأرث الحياة الابدية؟
وهنا أراد يسوع أن يعيد معلّم الشريعة إلى شريعته بسؤاله ماذا تقول التوراة؟ بالرغم من ذلك أراد معلّم التوراة أن يبرر نفسه فقال: ومن هو قريبي؟ فكان جواب يسوع مثل السامري الصالح ومعناه أن القرابة ليست فقط بالدمّ، وليس فقط بالأمّة اليهوديّة وأصحاب التقوى، بل تتعداها إلى كلّ العالم، إذ أصبح لنا أب واحد
وضع يسوع أمام عالم التوراة قراءة جديدة لمفهوم التوراة وهي أنّ المحبّة هي الشافي الأوحد وهي الطريق المؤدّي إلى الملكوت فالحياة الأبديّة وأنّ من المستحيل أن تُترجم المحبة لله دون أن تكون هناك محبة الناس

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.