إنجيل القدّيس لوقا 42-38:10
وَفيمَا كَانُوا سَائِرين، دَخَلَ يَسُوعُ إِحْدَى ٱلقُرَى، فٱسْتَقْبَلَتْهُ في بَيتِهَا ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُها مَرْتا.
وَكانَ لِمَرْتَا أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَم. فَجَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَي ٱلرَّبِّ تَسْمَعُ كَلامَهُ.
أَمَّا مَرْتَا فَكانَتْ مُنْهَمِكَةً بِكَثْرَةِ ٱلخِدْمَة، فَجَاءَتْ وَقَالَتْ: «يَا رَبّ، أَمَا تُبَالي بِأَنَّ أُخْتِي تَرَكَتْنِي أَخْدُمُ وَحْدِي؟ فَقُلْ لَهَا أَنْ تُسَاعِدَنِي!».
فَأَجَابَ ٱلرَّبُّ وَقَالَ لَهَا: مَرْتا، مَرْتا، إِنَّكِ تَهْتَمِّينَ بِأُمُورٍ كَثِيرَة، وَتَضْطَرِبِين!
إِنَّمَا ٱلمَطْلُوبُ وَاحِد! فَمَرْيَمُ ٱخْتَارَتِ ٱلنَّصِيبَ ٱلأَفْضَل، وَلَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا
قصّة اليوم
كانت هناك سيّدة تعيش مع ابنها الوحيد في سعادة حتّى مات الابن، فحزنت السيّدة جدًا لموت ولدها
ولكنها لم تيأس بل ذهبت إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها عن الوصفة الضروريّة لاستعادة ابنها إلى الحياة. فقال لها: أحضري لي حبّة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقًا
بكلّ همّة أَخَذَت السيّدة تدور على بيوت القرية كلّها وهي تبحث عن هدفها.. طرقت السيّدة بابًا، ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها السيّدة : ” هل عرف هذا البيت حزنًا من قبل؟” ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت: “وهل عرف بيتي هذا إلا كلّ حزن؟”.. أخذت تحكي لها أن زوجها توفّي وترك لها أربعة أولاد، ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقَّ منه إلا القليل. تأثَّرت السيّدة جدًا، وحاولت أن تخفِّف عنها أحزانها، وفي نهاية الزيارة صارتا صديقتين ولم ترِد أن تدعها تذهب إلاّ بعد أن وَعَدَتْها بزيارة أخرى
فقد فاتت مدّة طويلة منذ أن فتحت قلبها لأحد تشكي لها همومها.
وقبل الغروب أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبّة الخردل وطال بحثها، لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقًا لكي تأخذ من أهله حبّة الخردل.
ولكنها كانت طيبة القلب، فقد كانت تحاول مساعدة كلّ بيت تدخله في مشاكله وأفراحه.. وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكلّ بيت في القرية، ونَسِيَت تمامًا أنها كانت تبحث في الأصل عن حبّة خردل من بيت لم يعرف الحزن.. فقد ذابت في مشاكل الآخرين، ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن، حتّى ولو لم تجد حبّة الخردل التي كانت تبحث عنها.. فالوصفة السحرية قد أخذتها بالفعل يوم دخلت أوّل بيت من بيوت القرية.
حقًّا إن “فرحًا مع الفرحين وبكاءً مع الباكين” (رو12)
ليست مجرّد وصفة اجتماعية لخلْق جو من الأُلفة والاندماج بين الناس، إنّما هي دعوة لكي يخرج كلّ واحد من أنانيته، ليحاول أن يهب لمَن حوله البهجة والفرح