Story of The Day- 22/07/09

تَخَيَّلَ كاهن إسباني في كتاب له بعنوان : “قادة متفوقون”، أنه أجرى مقابلات صحافية مع كبار فعاليات المجتمع البشري وذهب في خياله إلى أنه قابل أعظم شخص على الإطلاق، “الله” فدار بينهما هذا الحوار : قال لي الله أدخل هل تريد أن تقابلني؟ قلت له: نعم! إذا كان وقتك يسمح بذلك، فابتسم من بين لحيته وقال: إن وقتي يسمى الأبدية وهي تتسع لكل شيء فقلت له: يا ربّ إنني أحسدك فقال : ما هي الأسئلة التي تريد أن تطرحها علي ؟ أجبت : أسئلة ليست بالجديدة ولا بالصعبة عليك، مثلاَ:
ما الذي يضحكك في البشر ؟ فقال : أولاَ لأنهم يتململون من كونهم أطفالاَ ويستعجلون أن يصبحوا كباراَ وبعدها يتشوقون أن يعودوا أطفالاَ، ثانياَ لأنهم يستهلكون صحتهم في سبيل تجميع الأموال؛ ثم يستهلكون أموالهم في سبيل صحتهم، ثالثاَ لأنهم يفكرون في المستقبل بشوق مهملين الساعة الحاضرة وهم بذلك لا يعيشون لا الحاضر ولا المستقبل، وأخيراَ لأنهم يعيشون كأنهم لن يموتوا ثم يموتون كأنهم لم يعيشوا.
س: ما رأيك بالرأسمالية والإشتراكية ؟
ج: كل البشر هم أبنائي : المقهورون والقاهرون اليمين واليسار فهم بالتالي إخوة بعضهم لبعض وهذا ما ينسونه كلهم إن ما ينقذهم ليست المذاهب الفكرية بل الحب
س: ما هي الزهرة التي تعجبك بالأكثر ؟
ج: عندما تهزّ الأم السّرير لطفلها فهذا يعني أن الكون كله زهور
س: هل كونك إلهًا هو شيء يسحرك أم يضجرك ؟
ج: أنظر إن العالِم يفرح بأبحاثه في المختبر والبستاني يفرح بعمله في الحديقة والأب يفرح بحبّه لبيته والآن أرفع كل هذه الأفراح إلى المدى اللامتناهي فحياتي لا يمكنها أن تكون أكثر جمالاَ مما هي عليه إنها حياة عمل ومعرفة حب وخدمة مختبر وحديقة وبيت
س: ما رأيك بِرُوّاد الفضاء ؟
ج : إنني أُعجَبُ بالنملة الصغيرة تتسلق ناطحات السحاب وبشرارة العقل تخترق صمت هذا الكون
س: ألا تذكر أن أحدهم صرح عندما صعد إلى مركبته أنه لم يشاهدك في الفضاء ؟
ج: إن العين لا ترى إلاّ القليل ولكن العقل والحب يريان أكثر بكثير والإيمان يرى كل شيء إنّ هذا الرائد لم يستطع أو لم يرد أن يراني ولكنني أنا كنت أراه ولا أزال أراه الآن وهذا هو المهم
س: ما هي قراءتك المفضلة بعد الكتاب المقدس طبعاَ
ج: الصّحف إن ما يهمني بالأكثر هي الجريدة لآنها تكمل عمل الخلق فالبشر يعملون إنطلاقاَ مما صنعته أنا لهم
س: يا رب ما هي الخطيئة التي تنظر إليها بغفران أكثر
ج: بصراحة أقول لك ليس هناك خطيئة لا تجد عندي مغفرة لا متناهية ولكن هناك خطيئة أحتفظ لها بكل ثقل عدالتي : إستغلال الفقير أنشر إذا أردت على ثمانية أعمدة من جريدتك
س: يا رب هل تفضل أن يحبك البشر أم أن يخافوك؟
ج: إذا كنت أباَ فالجواب عندك
س: هل يزعجك أن يكون هناك ملحدون في العالم ؟
ج: أوكد أن هناك كثيرين يقولون أنّهم ملحدون وهم ليسوا كذلك وان البعض منهم يفتشون عني دون أن يعرفوا وغيرهم يدعوني بإسم آخر، إنّهم كلهم منشغلون بي لدرجة أنه لو لم أكن موجوداَ لما كانوا يجهدون نفوسهم بأن ينكروني
س: ألا تعتقد أن هذا العالم المثقل بالأزمات والمعضلات ينازع ويتلاشى؟
ج: لقد رأيت أزمنة وعواصف كثيرة والحق أقول لك : إن الليل ينتهي مع حلول الصباح والعالم ينقصه مبدأ الحب
س: ماذا يمكننا أن نفكر بالذين لم يحبوا أبداَ
ج: لاوجود لهم
س: ماذا تقول لي عن سفّاكي الدماء والطغاة مثلاَ ؟
ج : هؤلاء أيضاَ يحبّون على طريقتهم ولكنهم عندما ينتقلون إلى الضفة الأخرى سيفاجأون
س: لم أفهم
ج: سَيُدركون يومها أنهم عندما يغادرون هذا العالم لن يسألهم أحد عن جرائمهم وغناهم وسلطانهم وجمالهم، سَيُدركون من تلقاء ذواتهم أن المقياس الوحيد والصالح هو الحب إذا لم تحب هنا فستشعر هناك بأنك مسؤول
س: ماذا يحصل إذًا للذين لم يعرفوا أن يحبّوا ؟
ج : تقصد أن تقول : الذين لم يريدوا أن يحبوا هؤلاء يا صديقي هم اكبر المخدوعين وهم بالنتيجة الآخرون في ملكوتي
س: إذا الله هو الحب
ج: أنت الحب
س: أنا يا رب ؟
ج: الحق أقول لك : كل إنسان يحمل ختم الألوهة، إنّ ما خلقه الله هو أسمى تجلّيّات الحب لقد أعطيتهم كل شيء دون أيّ مقابل
س: ما هي مشيئتك ؟
ج: أن يحبّ البشر بعضهم بعضاَ كما انا أحببتهم، هذا هو كل شيء
س: من أنت يا رب؟
ج: أنا الحب
س: لماذا الحبّ هو بهذه الأهمية ؟
ج: إنه شراع السفينة
س: دعني ألّح بالسؤال : ما هو الحب ؟
ج: هو العطاء
س: عطاء ماذا؟
ج: عطاء من نظرة إلى الحياة، لقد أعطيتهم ذاتي في القربان لقد أعطيتهم الخلاص قدمت ذاتي ذبيحةً عنهم
أخيرًا : يا رب العالم يتخبط في أزمة وانت تعرف ذلك هناك ملايين من الأطفال يموتون جوعاَ هناك مستغلون ومخدرون ومستبعدون للجهل والتعاسة هناك كائنات تعيش في الوحدة وتحتاج إلى العطف وإلى من يتفهمها وهناك خلائق شوّهها مجتمع لا إنساني فقد معنى الحب يا رب أنت تعرف أن هذا الواقع يحرق قلبي ويؤلمني في الأعماق فيا رب أليس عندك من حل ؟ أليس هناك طريق نحمل فيها العدالة والحب مثل هذه الخلائق ؟ أجاب الله يا بني إن القادة القادرين على ذلك والملتزمين بكل ما أعطيتهم أنا إياه هم مؤهلون لأن يحملوا نجمة سلام وحب إلى آخر حدود الكون لديهم السلطان فقل لهم إنني بحاجة إليهم أدعو كهنتي ليخدموا الشعب بأمانة ليعطوهم المحبة والشهادة الحقة أدعهم ليقدسوا أنفسهم بالإفخارستيا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.