Enjil Al Yawm-Tafsir- 28/11/10

شرح لنص زيارة مريم لاليصابات : لو 1/ 39-45
إن مَن هو ممتلئ من المسيح هو مَن ليس له وقت للراحة، بل يذهب مسرعاً للبشارة والخدمة. هكذا فعلت مريم فهي لم تأخذ حبلها كسبب للراحة وطلب خدمة الاخرين لها، بل هي من ذهبت تخدم. فقبل أن يقول المسيح فليكن كبيركم خادماً لكم، هكذا صنعت مريم. ايضاً إن يسوع فعل هكذا عندما زار هو يوحنا، إذ ارتقض يوحنا في بطن امّه. و يا ليتنا على مثال مريم نحمل إليهم مسيحنا القدِّوس في زياراتنا ولقاءاتنا كي يبتهج الآخرين من زيارتنا وسلامنا ويكون كلامنا لخلاصهم، كما يقول مار بولس الاَّ نخرج مِن فَمِنا إلاَّ الكلام الصالح للبناء.
من ناحية ثانية : بينما كان العالم كله يجهل كل شيء عن البشارة للقدّيسة مريم، إذ بالقدّيسة اليصابات تُعلن أي تتنبأ بأُمومة مريم لربِّها، بالرغم من عدم وجود أيّة ظاهرة لهذا الحدث الإلهي، قائلة : ” ومِنْ أَيْنَ لي هـذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟”، وهذا دليل ايضاً على عمل الله. ونرى أيضاً في هذا القول، أنّ مريم هي أم الله، كما قالت اليصابات، فالبعض ينكرون هذه الأمومة، ونحن نعتمد على كلام الإنجيل لتوضيح أمومة العذراء لله، لكن هي ام الله حسب الطبيعة البشريّة، لأنّه حسب الطبيعة الإلهيّة هو موجود منذ الأزل كما يقول القديس يوحنا في إنجيله : ” في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله.كانَ الكَلِمَةُ هـذَا في البَدْءِ معَ الله. كُلُّ شَيءٍ بِهِ كُوِّن، وبِغَيْرِهِ مَا كُوِّنَ أَيُّ شَيء” (يوحنا 1/1-3).
ونرى في هذا الإنجيل أيضاً، أن العذراء مريم هي هيكل الله الجديد، وهكذا نصبح نحن عند عمادنا وسماعنا كلمة الله : ” أوما تعلمون أنّ أجسادكم هي هيكل الروح القدس” (1قو6/19)، “وبالميسح انتم أيضاً تُبنون معاً لتصيروا مسكناً لله في الروح” ( أفسس 2/ 21-22). فهلموا نكون رسل سلام وبشارة كما صنعت مريم، ولا نستحي بالمسيح في احاديثنا لأنّه : ” مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هـذَا الـجِيلِ الزَّانِي الـخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين” مرقس 8/38

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.