Enjil Al Yawm-Tafsir- 16/11/14

نبدأ هذا الأحد، بسماع الأناجيل التي تدخلنا مباشرة في أجواء عيد الميلاد. ونصوص أناجيل آحاد زمن الميلاد مأخوذة بغالبيتها من الفصلين الأوّلين في إنجيل القدّيس لوقا. إنجيل اليوم هو إنجيل بشارة الملاك لزكريا. إنّه إنجيل غنيٌّ بمضمونه اللاّهوتي والإيماني، إنه إنجيل الرجاء والفرح والانتظار. إنّه بالفعل تحقيق وعد الله الأمين الذي بدأ في العهد القديم مع بداية تكوين شعب الله خصيصًا مع إبراهيم. وبقي هذا الوعد مستمرًّا عبر أجيال وأجيال إلى إن بدأ يتحقّق لتكوين العهد الجديد أي الكنيسة والرأس لهذا الشعب، يسوع المسيح
الفكرة الأولى: إنّ الربّ الذي تدخّل من أجل شعبه في العهد القديم، يتابع التدخل في العهد الجديد بشكل تام ونهائي من خلال إبنه يسوع المسيح الذي أسّس الكنيسة شعب الله الجديد. فهو إذًا يتابع عمله الخلاصيّ في الكنيسة وفي حياة كلّ مؤمن

الفكرة الثانية: في حياتنا المسيحيّة نحاول أن نسعى من كلّ قلوبنا أن نسير وفق مشيئة الرب. نحفظ الوصايا، نلتزم في الكنسية وإلى ما هنالك من التزامات مسيحية… ولكن بمراحل حياتنا، قد نصطدم بأمور معاكسة وقد تفاجئنا ولا ننتظرها، وهذه المعاكسات كثيرة وفي بعض الأوقات تكون ثقيلة علينا. عندها نغلق قلبنا، نرجع إلى الوراء ونشكّ، ونحسب أنّ صلاتنا وحياتنا ذهبَتا سدًى ونتساءل أين هو الله الذي لا يسمع ولا يتدخل لكي يحقّق لنا ما نطلبه، لماذا حدث هذا الأمر معي؟ عندها نحسب أنّ الدنيا انتهت مع حدث ما وأنّ حياتنا أغلقت أبوابها
إخوتي، دعوة إنجيل اليوم هي أن نثق بالله أنّه الربّ القادر على كلّ شيء في حياتنا هو الذي يحوّل أمرّ مراحلها إلى خلاصٍ ومجدٍ معه لا يُحدّ. إنّه الخير لنا مهما انتابنا من ضيقات وآلام وعدم تحقيق للأحلام، إنّه القادر أن يحقّق الخير من خلال آلامنا. لنفتح قلوبنا دائمًا له، ولنثق به باستسلام وتخطٍّ دائم نحو مستقبل، مرتبط دائمًا بإيماننا ومحبّتنا وثباتنا معه

أخيرًا، وصيّتي إلى الزوجين اللّذين لم يتحقّق حلمها بإنجاب البنين بعد، آمِنا بالله بثبات وباستسلام مطلق واعرفا بأنّ كلّ شيء سيتمّ لخيركما والله يعلم ما هو خيركما. لذلك أطلب منكما أن تكونا على مثال زكريّا. إلتزما الصمت والهدوء المقرون بالصلاة وتأمّلا جيدًا بعمق، فتعرفا أنّكما شخصان محبوبان جدًا عند الرب. إنّه أبوكما ويعرف ويتفهّم مطلبكما لأنه أبٌ. لذلك إستسلِما من دون أيّ شرط أو وقت محدّد، فتكتشفا من خلال صبركما قيمة الحياة والألم الداخلي الذي شعرتما به. فتتقدّسان وتعرفان، إذا أتاكما ولد، ماهيّةَ أبوّة الله وكيف عليكما أن تعيشا هذه الأبوّة وتقدّران عطاياه بتربية صالحة. وإذا لم يأتِكما ولدٌ آمنا بأنّ الرب سيعوّض عليمكا خيرات وهو يعرف الوقتَ والزمانَ المناسبين. ألمهم أن تعيا على نور أحداث حياتكما خير الله وغناه المرتبط مباشرة بخيركما الشخصي على الرغم من صعوبة حاجتكما، أنّه الرب سيّد التاريخ، إنّه أبونا، فلنعتصمْ به

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.